لا يولد العظماء عادة من رحم المجهول، إنما لكل نبي إرهاصات، ولكل ولي كرامات، ولكل زعيم أمارات، والرئيس الشهيد عاف حياة النعيم منذ وقت مبكر، ووهب حياته لدعوته ووطنه وأمته، عاشها لله، وضرب للأمة أعظم أمثلة الصمود على الحق، والوفاء بالوعد، والصبر على الأذى، والتسامي فوق السفاسف، والقوة في غير عنف، واللين من غير ضعف، لم يمهله الأوغاد لأنهم علموا مكامن القوة فيه، فعجلوا بالانقلاب عليه والانتقام من الثورة في شخصه، لكن حياته سوف تبقى أطول ذكرا وأعظم بركة وأثرا من حياة قاتليه، أفسدوا عليه دنياه، لكنهم قدموا له أعظم هدية من حيث لا يشعرون، وسيمضون جميعا إلى ديان يوم الدين، وعند الله تجتمع الخصوم.